وقال السفير العراقي في حديث لوكالة مهر للأنباء حول تبعات توغل القوات التركية في الاراضي العراقية ان المنطقة تشهد أحداث مؤسفة، ودول العالم تشهد بشكل عام أحداث مؤلمة سواء أمنية أو سياسية أو اقتصادية ولا يوجد توجه حقيقي لحل ما يواجه المجتمع الدولي مضيفا: "نحن جزء من هذا المجتمع نؤثر ونتأثر به، ويؤسفنا أن تكون هناك خلافات إلى هذا العمق وعلى هذا المستوى بين بلدين جارين مسلمين من الحساسية ومن الخطورة، إن تركيا بلد جار وصديق تجمعنا ثقافة مشتركة كما هو الحال والجمهورية الاسلامية الايرانية".
وأشار الى "عندما نتحدث عن العلاقة الايرانية العراقية نتحدث بفرح وسرور و بافتخار لمدى العلاقة والصداقة ولم نسمع يوم إن القوات الايرانية دخلت إلى الاراضي العراقية أو إنها ترغب وبالعكس" مضيفا ان ايران ترسل مستشاريها إلى العراق لمساعدة أخوانهم العراقيين، و"كنا نأمل من الجارة التركية أن تتصرف بفس المنحى وأن تبتعد عن الحسابات الضيقة، وأن تقيم تركيا علاقات قوية مع العراق وايران ومع كل دول المنطقة".
وشدّد راجح الموسوی على "أننا اليوم نعيش في منطقة اقليمية واحدة ومصالح واحدة متشابكة بين العراق وايران، وايران وتركيا والسعودية والكويت وسورية، فما يحدث في دول الجوار يؤثر بنا ونؤثّر بهم، لافتاً الى ان العراق منذ بداية الأزمة السورية أكد على أن الحل لا يمكن أن يكون إلا عن طريق الحوار في حين عارضت الكثير من الدول الكبرى، وعارضت بقوى ودعمت القوى في سورية ، منوهاً بأن "الآن وبعد خمس سنوات أدرك المجتمع الدولي ما حذرنا منه في العراق والجمهورية الاسلامية الايرانية أن الخطر القادم سيذهب إلى بلدانكم وبالفعل وصل إليهم حيث أدرك الآن المجتمع الدولي حقيقة الخطر الذي يهدد المجتمع الدولي والأمن والسلم الدوليين وبالتالي الآن هناك تحرك أو قناعة دولية بمواجهة الخطر القادم وهو خطر الارهاب سواء داعش أو القاعدة وغير ذلك من تنظيمات ارهابية أخرى."
وتابع: مع الأسف الشديد وبعد أن حققت القوات العراقية تقدما كبيرا في القضاء على داعش وحرّرت ديالى وتكريت والأنبار بنسبة ۸۰ بالمئة والمرحلة القادمة الموصل جاءت تركيا ودخلت خلافاً للقوانين والأعراف الدولية ما يؤدي الى اساءة للعلاقات التاريخية بين البلدين وتوغلت أكثر من ۱۰۰ كم في الاراضي العراقية بالدبابات متذرعة بحجج واهية غير منطقية وبدعوى إنها حصلت على موافقة رئيس مجلس الوزراء أو وزير الدفاع ولكن هذا الموضوع عار من الصحة تماما، فالعراق لن يقبل ولا عن طريق أي مسؤول دخول قوات برية من أي دولة في العالم.
وذكر السفير العراقي "اننا طلبنا مساعدات لكن المساعدات تحدد من الجانب العراقي كأن تكون طائرات للمساهمة في القصف الجوي وحسب قناعة الطرف العراقي ورؤيته في المنطقة وتخوفه من التدخل في المسألة العراقية" موضحاً هناك مستشارون من ايران وروسيا وامريكا من تركية من الكثير من الاصدقاء يعملون بموافقة الحكومة العراقية، لكن لا توجد أي موافقة من أي مسؤول عراقي لدخول قوات و"لذلك نحن ندين وبشدة هذا التدخل التركي وطلبنا من تركية أن تسحب قواتها لتحافظ على العلاقات بين البلدين ومستقبلها".
وحول ردة فعل الحكومة العراقية تجاه التوغل البري التركي قال الموسوي لوكالة مهر للأنباء: نحن قدّمنا رسالة إلى مجلس الأمن الدولي وإلى الأمم المتحدة وطلبنا التدخل والضغط على تركية للانسحاب من الأراضي العراقية ولدينا تحفظ على العلاقات مع الاصدقاء، وننتظر من الامم المتحدة حماية الحق العراقي فهذا التصرف يسيء إلى العلاقات الدولية ويحدث شقاً كبيراً، فنحن لسنا بحاجة إلى أزمة جديدة فالمنطقة تغلي وبحاجة إلى استقرار وهدوء.
وحذّر الموسوي أنقرة من اثارة النعرات والحساسيات بتصرفاتها الخاطئة، مبينا ان بغداد اتخذت اجراءات دبلوماسية وتواصلت مع أصدقائها للضغط في مجلس الأمن الدولي لسحب القوات التركية والتصرف بطريقة أخوية ومساعدة العراق للخلاص من داعش، مبديا عن أمله أن يتعقل الطرف التركي ويراجع تصرفاته.
و في معرض رده على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول احتمال وقوع مواجهات بين القوات التركية والعراقية قال الموسوي: نأمل أن لايحدث هذا، فالشعب العراقي والحكومة العراقية يأملون بأن لا يحدث ذلك، فنحن نريد أن نتفرغ لمحاربة داعش، هذا الخطر الذي يهدد تركيا ، كما تدعي إنها ضد داعش، نأمل ذلك لكن اذا لم تنسحب من العراق، فأن الحكومة والشعب العراقي سيتخذ القرار بأخذ حقه انشالله.
وبخصوص تشكيل غرفة العمليات الرباعية بمشاركة ايران والعراق وروسيا وسوريا وامكانية توسيع مجال التعاون الامني بين هذه الدول قال الدبلوماسي العراقي: نحن شكلنا هذه الغرفة لتبادل المعلومات، فبعد حضور روسيا الايجابي في سوريا للمحاربة المجموعات الارهابية حدثت تغييرات استراتيجية لمحاربة داعش، ونحن نعرف أن هناك دول كبرى تدعم الارهاب في سوريا والعراق إلا إن دخول روسيا قلب المعادلة بشكل ايجابي جدا، وكانت غرفة العمليات مهمة جداً للتنسيق بين دول المنطقة، فموقف ايران كان واضحاً جدا منذ بداية الازمة فهي كانت تدعو للتحالف الدولي صادق لمحاربة الارهاب، فما رفضته ايران منذ سنتين من تحالف دولي لم يكن صادقاً.
واشار الى ان ايران تدعو دائماً لتحالفات الدولية الصادقة، لذلك العراق يبارك غرفة العمليات، والحكومة العراقية لا تخف من أحد أن تتخذ قرارها وتدعو إلى ضرب الجماعات المسلحة وهذا من حقها أن تدعو الاصدقاء وضمن القانون الدولي لمواجهة خطر الارهاب الذي يهدد الجميع لإتخاذ الخطوات المناسبة.
وبالنسبة لدور القوات الشعبية ولاسيما الحشد الشعبي في مواجهة الإرهاب اكد السفير العراقي أن قوات الحشد الشعبي هي العمود الفقري للقوات الأمنية وهي الذراع الأيمن والأيسر لحمایة القوى الأمنية، وهي تمثل الشعب العراقية بكل طوائفه ويمكن لمن يرغب بالبحث في هذه التشكليات رؤية جميع الطوائف العراقية تشارك معاً في هذه الحشد ففيها من السنة والشيعة المسيحيين والاكراد ، معتبراً ان الحشد الشعبي القوى الضاربة للعراق فهي تشكل الرصيد الاستراتيجي للبلاد وهي تردف القوى الأمنية الأخرى، فلا يمكن الاستغناء عن الجيش العراقي فجميع هذه القوى تمكنت من خلال التعاون مع بعضها البعض من تحرير أجزاء من الاراضي العراقية ومؤكدا: سنعمل على تثبيت هذا الكيان المقدس وتمكينه من تحرير الأرض مع باقي التشكيلات الأمنية الأخرى".
وفيما يتعلق بموضوع تشكيل مايسمى ب" الحرس الوطني" في العراق وتبعاته على المشهدين السياسي والامني في البلاد قال السفير العراقي: بعد حرب عام ۲۰۰۳ سمحت لجميع من في العراق من إبداء رأيه وعندما نتابع القنوات التلفزيونية نشاهد كل برنامج يعبر عن رأي يختلف عن الآخر وكل كتلة تختلف عن الأخرى، ونعتقد هذه الحوارات ببالنتيجة تصب في قناة واحدة نسميها قناة العراق أو الشعب العراقي أو مصلحة الشعب العراقي، وما يحدث من حوارات شيء عادي، فما يحدث في الانتخابات مثلاً كتلة تنتقد كتلة أخرى، فكل كتلة تقدم برنامج يختلف عن برامج الكتل الأخرى وهذا يحدث دائماً ويعتبر علامة صحة بالنتيجة.
واردف قائلا: نحن لدينا مخاوف مثلاً تريد أن تمنح للموصل نسبة من الحركة الوطنية بعدد السكان، الآن من هو أبناء مدينة البصرى أو مدينة السما عددهم أقل من مدينة الموصل، إلا أن ۷۰% من الحشد الشعبي من مدينة البصرى وعدد التضحيات والشهداء كبير، فهل يمكن أن تساوي ابن مدينة البصرى الذي قاتل وقدم الضحايا بنسبة ابن مدينة الموصل الذي يجلس فيه بيته مثلاً فهذا لا يجوز ، هذا حق، لكن بالنتيجة هناك أخوة بين جميع المحافظات العراقية ولا يحق إلا الحق.
واضاف هناك شعارات ونقاشات، لكن العراق يمتلك تاريخا عظيما ولديه القدرة، فالعراق في هذه الحرب المقدسة حافظ على وحدته الوطنية ويخاف على وحدة شعبه وهذا نادر بين شعوب العالم حقيقة، لافتا الى ما حدث في الزيارة الاربعينية حيث شارك فيه أكثر من ۲۵ مليون زائر للأماكن المقدسة، وبالرغم من المعارك إلا إن العراق تمكن من حماية زواره، معتبراً أن هذا ما وصفه السيد الولي الفقيه (قائد الثورة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي) بأنه معجزة.
وتابع ان الشعب العراقي استقبل ۲۵ مليون أو أقل من ذلك ووفر كل ما يحتاجونه بهذا التنظيم وهذا الدقة فيما يقاتل بجبهات أخرى فهو أمر عجيب وفعلاً معجزة، موضحاً ان العراق تمكن من الحفاظ على وحدته ووحدة شعبه و"الآن نحن كلنا يد واحدة في مواجهة الإرهاب وسنتتصر انشاء الله ولا خوف لدينا على المستقبل".
أجرى الحوار: محمد مظهري وسمية خمار باقي
تعليقك